ركائز الاستخلاف في الأرض:
الركيزة الأولى: الايمان بأن الاستخلاف تكليف من الله تعالى لعبادة، وليس تشريفاً لآحادهم، قال تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)، وقوله تعالى: (فأخرجهما مما كانا فيه)، فعند الجمع بين الآيات يتبين أن أمر الاستخلاف في الأرض قد كتبه الله تعالى من قبل أن يقع آدم في الزلل، وهيأ الأسباب لوقوع هذا الاستخلاف، وفائدة اليقين به يُرى أثره جلياً في السلوك الإنساني في الأرض، من الحاكم: بالعدل وإقامة القسط، وعمارة الأرض – وليش تشريفاُ له هذا المقام، بقدر ما هو تكليف وامتحان- ومن المحكوم :بإعانه الحاكم على إقامة العدل، و المشاركة في عمارة الأرض.
الركيزة الثانية: مكان الاستخلاف هو الأرض، وهي البيئة الكونية المهيئة للاستخلاف، قال تعالى:(ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاع إلى حين)، ونستلهم منه الأخذ بكل الأسباب المادية والعلمية لتطوير الحياة، والسير بها نحو نفع البشرية، وتهيئة الأرض لني الإنسان من أجل أن يعبدوا الله تعالى وحده لاشريك له غاية خلقهم الأولى.
الركيزة الثالثة: الهدى الذي شرعه الله، وهو الدستور والمنهج الذي يسير به أهل الأرض إلى بر الأمان، قال تعالى:(فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وهدى الله سبق ذكره:( الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين)، هو القرآن الكريم، وما أمر به القرآن أن يتبع ألا وهي السنة النبوية على صاحبها أفضب الصلاة والسلام، وكل ما هو مستوحا منهما من العلوم .
الركيزة الرابعة: التصدي لكل ما يخطط له الشيطان، وهو كل ما يقف في طريق إقامة الاستخلاف، وتحقيق منهج الله في الأرض، وهذا مستلهم من العداوة الأولى لإبليس مع آدم عليه السلام، وأن العقبات لابد من دفاعها بالسنن الكونية، قال تعالى:(وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو…)، ويدخل فيه أيضاً: عدوات أتباع الشيطان وأوليائه، الذي لا يخلوا منهم زمان ولا مكان.
الركيزة الخامسة: التوبة المستمرة من التقصير والزلل والخطأ الفطري الذي هو من طبيعة البشر، قال تعالى:(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو التواب الرحيم)، ويؤخذ منها أيضاً المراجعة المستمرة ، والتقويم ، والمراقبة فهي أدوات خير وتصحيح .