قال تعالى في سورة النساء: ﴿فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ تَوۡبَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ﴾﴿92﴾. وقال في سورة التوبة: ﴿أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ﴾﴿104﴾. وقال في سورة الشورى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّئَِّاتِ﴾﴿25﴾. سؤال: لماذا جاء مع التوبة بـ﴿من﴾ في آية النساء، وجاء معها بـ ﴿عن﴾ في آيتي التوبة والشورى؟ الجواب: لقد ذكر ﴿من﴾ مع التوبة ليُبين الجهة التي تقبل التوبة، وهو ﴿الله﴾. وذكر معها ﴿عن﴾ ليُبين طالب التوبة وهم العباد. فقوله: ﴿تَوۡبَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ﴾ يعني أن التوبة قبلها الله وهو يتوب على مَن يفعل ذلك. وقوله: ﴿يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ﴾ يعني أنه يقبل التوبة التي تصدر عن عباده طالبين لها. وقيل: أن معناه أنه يتجاوز عنهم ويعفو عن ذنوبهم التي تابوا منها، جاء في ﴿﴿روح المعاني﴾﴾: ﴿﴿وتعدية القبول بـ ﴿عن﴾ لتضمنه معنى التجاوز والعفو أي: يقبل ذلك متجاوزًا عن ذنوبهم التي تابوا عنها﴾﴾. ﴿أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 46، 47﴾