ما الفرق بين الكَره والكُره؟ الجواب: قيل: هما واحد، وقيل: الكُره بالضم اسم مفعول أي مكروه كالخُبز بمعنى المخبوز، والكَره بالفتح المصدر. وقيل: ﴿﴿الكَره –بفتح الكاف- المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يُحمل عليه بإكراه. والكُره –بضم الكاف- ما يناله من ذاته وهو يعافه﴾﴾. وجاء في ﴿﴿البحر المحيط﴾﴾: ﴿﴿وقيل: الكُره بالضم ما كرهه الإنسان، والكَره بالفتح ما أُكره عليه﴾﴾. وعلى هذا المعنى جرى استعمال القرآن. فإنه يستعمل الكَره –بفتح الكاف- لما ينال الإنسان من الخارج من مشقة، ولذا يقابله بالطوع. قال تعالى: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ [آل عمران: 83] وقال: ﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ﴾ [التوبة: 53] وقال: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ [الرعد: 15] وقال: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾ [فصلت: 11]، ولم يقابل الطوع بالكُره بضم الكاف. وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا﴾ [النساء: 19]، أي بالإكراه. وكل ذلك يدل على ما يناله من المشاقّ من الخارج، وما يُكره عليه. في حين قال: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 216]، أي: إن كره القتال أمر يعود إلى الطبع، فإن القتال مكروه للإنسان. وقال: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ [الأحقاف: 15]. والحمل والوضع مشقتان تنالان المرأة وهما مكروهان لها، لما فيهما من آلام الحمل والوضع والمشقة فيهما. ﴿أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 201، 202﴾