قال تعالي في سورة البقرة : ﴿ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ﴾ [ البقرة : 196 ] . سؤال : لماذا ذكر أن العشرة كاملة , مع أنه معلوم أن الثلاثة والسبعة عشرة ؟ الجواب : قيل في ذلك أوجه منها : أنه جاء بـ ﴿ كاملة ﴾ لئلا يتوهم أن الواو بمعني ﴿ أو ﴾ التخييرية , فيختار أحد الأمرين . والواو قد تأتي للإباحة , في نحو قولك : ﴿ جالس الحسن وابن سيرين ﴾ , وفولهم : ﴿ الكلمة أسم , وفعل , وحرف ﴾ أي : اسم , أو فعل , أو حرف . وقيل : هي صفة مؤكدة , نحو قوله تعالى : ﴿ وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ﴾ [ النحل : 51 ] . والتوكيد غير عزيز في اللغة , وذلك نحو أن تقول : ﴿ كتبت بيدي ﴾ , و ﴿ رأيت بعينيي ﴾ , و ﴿ سمعت بأذني ﴾ وقوله : ﴿ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ﴾ [ الأنعام : 38 ] . وهو يفيد تقرير الحكم وتوكيده , وقوله : ﴿ كاملة ﴾ للإفادة ألا ينقص من الأيام شيئا , وللدلالة علي أنه كمال لصائمه , وانها مجزئة عن الهدي . أو أن المعني : تلك عشرة كمل الحج بها , والله أعلم . ﴿أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 19﴾