صفحات الموقع
برنامج لمسات بيانية آية ﴿40: * ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ﴿40 قال ﴿جاء في هذه الآية قال تعالى ﴿جاء وليس أتى فلماذا استخدم جاء هنا تحديداً مع أن القرآن الكريم استخدم جاء وأتى؟ وما الفرق بين جاء وأتى؟ الفرق بين جاء وأتى يراد له كلام طويل، لكن على العموم في القرآن الكريم يستعمل ﴿جاء لما هو أشق وأصعب من ﴿أتى عموماً في القرآن الكريم كله، يستعمل جاء ويستعمل أتى يستعمل جاء لما هو أصعب. هنا استخدم جاء وليس أتى هو الآن في العقوبة ولذلك حيث وردت ﴿أمرنا في العقوبة يستعمل جاء ولا يستعمل أتى، مثال ﴿وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ﴿58 هود عقوبة، ﴿فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ﴿66 عقوبة، ﴿فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿82 هود عقوبة، ﴿وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ﴿94 هود. عموم ﴿جاء يستعملها لما هو أصعب من ﴿أتى. قد تسأل قال تعالى ﴿أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا ﴿24 يونس؟ هذا ليس في الأقوام وإنما في الدنيا لم يذكر عقوبة أقوام ﴿حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ ﴿24 يونس وإنما هذه الدنيا. هذه عامة يتكلم عن الدنيا ولم يذكر اقواماً بيتما تلك عقوبة أقوام. وهكذا عموماً ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴿1 الإنسان ما قال جاء لأنه لم يكن شيئاً مذكورا. ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴿1 النصر هذا المجيء فيه مشقة وليس بسهولة، فيه معاناة، مجيء النصر ليس هكذا وإنما فيه جهاد واستشهاد وشدة وعذاب وتعذيب وهجرة، متى جاء النصر؟! ماذا سبقه؟ * إذن معول الكلام على ملابسات الحادث نفسه. هنا قال ﴿جاء لشدة الأمر مع ﴿أمرنا إذا كانت في العقوبة قال ﴿جاء ؟ إذا كان الأمر مقصود به العقوبة يقول ﴿جاء. * هل اللغة العربية تفرق بين جاء وأتى؟ لا، هذا من خصوصيات الاستعمال القرآني. ولذلك في القرآن لم يأت مضارع للفعل جاء ولم يأت فعل أمر للفعل جاء ولم يأت إسم فاعل ولا إسم مفعول للفعل جاء على عكس أتى لأنه أسهل، يأتي، آتيهم. في القرآن استخدم الماضي فقط ﴿جاء بينما أتى يستعمل الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول ﴿مأتيا. * ما معنى قوله تبارك وتعالى تعالى ﴿وَفَارَ التَّنُّورُ؟ يذكرون فيها احتمالين في المعنى. التنور هو تنور الخبز جعله الله تعالى علامة لسيدنا نوح أن بداية الأمر هو فوران الماء ينزل على الأرض هذه إشارة لأن يركب السفينة. وقسم يقول هذا مجاز عن الشدة كما يقال الآن حمي الوطيس، الوطيس هو الفرن لما يقال حمي الوطيس هذا مجاز لشدة المعركة. فار التنور مثل حمي الوطيس من باب المجاز من باب شدة الأمر، قسم يجعلوها عرمة لسيدنا نوح يجعلوها تعبيراً حقيقياً وقسم يعتبرها مجازاً مثل حمي الوطيس. * كيف نفهم فار التنور في سياقيات الآية؟ أن الأمر اشتد يحمل من معه؟ نعم، اشتد الأمر. حتى في العاميّة العراقية نقول قامت القيامة وفار التنور كناية عن الشدة وعن حصول شيء. * الملاحظ في سياقيات هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى قال ﴿قُلْنَا يتحدث عن نفسه تبارك وتعالى وقال في تضعيف القصة ﴿وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿44 فلماذا هنا ﴿قلنا وهنا ﴿قيل مع أن القائل واحد؟ هذه كأنما هو رعاية للمؤمنين ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ بإسناد القول في النجاة، في نجاة المؤمنين أسند القول إلى نفسه رعاية لهم وفيها رحمة، هناك فرق بين ﴿قلنا التي تدل على رعايته وبين قوله ﴿وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. ﴿قلنا هذه إشارة إلى رحمته سبحانه وتعالى ورعايته ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴿14 القمر فيها رعاية وفيها لطف. ﴿وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فيها إهانة لهم، وقد يكون القائل ليس لله سبحانه وتعالى بالضرورة وإنما قد يقول الملائكة والمؤمنون ﴿وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. * ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ الملاحظ أنه بدأ بالحيوان ثم أهله ثم المؤمنين فكيف نفهم هذا الترتيب؟ بدأ بالحيوان لأنه قوام حياة الإنسان كيف يعيش الإنسان إذا لم يكن هناك حيوان يأكل منه؟! الطعام الذي يعيشون منه بدأ به. ثم الأهل لأن الأقربين أولى بالمعروف ﴿وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ﴿6 الأحزاب ولذلك هو نادى ابنه ولم ينادِ أحدا غيره ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ثم المؤمنين الذين آمنوا. إذن ﴿وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ. * هل ﴿أهلك يعني أهل بيتك أم أهلك بمعنى الفعلية؟ أولاً في آية أخرى في المؤمنون قال ﴿إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ﴿27 الأمر الآخر لا يحتمل معنى الهلاك، أهلَكَ مَنْ؟ هؤلاء هم الكافرون. *ما دلالة كلمة ﴿أهلك في قوله تعالى في سورة هود ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40}؟﴿د.فاضل السامرائى أهلك هنا إسم أو فعل؟ الحكم القاطع هو إسم بمعنى الأهل وهناك مرجحات وهناك ما يقطع مبدئياً من الترجيح فالآية تشير أن الهلاك لم يحصل بعد لأنهم لم يركبوا. فالركوب لم يحصل ولم يحصل الهلاك فلا يصح أن تعتبر كلمة ﴿أهلك بمعنى الإهلاك. والأمر الآخر أنه لو كان ﴿أهلك فعل بمعنى الهلاك عادة يكون الإستثناء مفرّقاً والإستثناء المفرّق لا يكون إلا مسبوقاً بنفي أو ما يشبه النفي. ﴿أهلك إلا من سبق عليه القول مفرّق وليس مسبوقاً بنفي وهذا ما يُضعّف أن يكون أهلك بمعنى فعل الإهلاك. أما الآية ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ {27} في سورة المؤمنون فالضمير يعود على الأهل إذن نستدلّ من هذه الآية أن المقصود هو الأهل وليس فعل الإهلاك وهذه كلها مرجّحات. أما ما يقطع بأن المقصود هم الأهل فهو أنه لو كان أهلك فعل ماضي سيكون الناجون قسمين الأول ﴿من سبق عليه القول والثاني ﴿من آمن إذن من سبق عليه القول غير من آمن إذن فالناجون اثنين المؤمنون ومن سبق عليه القول وهؤلاء ليسوا مؤمنين لكن في الواقع أن الناجين هم المؤمنون فقط لذا فلا يمكن ولا يصح أن تكون النجاة لغير المؤمنين. * ما معنى ﴿مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ؟ سبق عليه القول مثل حق عليه القول تستعمل في العقوبة، العذاب. ذكرنا مرة في سورة يس ﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿7 حق عليهم القول في العقوبات وكذلك سبق عليه القول في العقوبات، العذاب، سبق عليه القول أنه سيعذّب. ولذلك سبق عليه القول في العقوبة جاء بـ﴿عليه للإستعلاء لكن ﴿سبق له يستعملها في الخير ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴿171 إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ﴿172 الصافات ﴿لعبادنا باللام، أما سبق عليه مثل حق عليه، سبق عليه القول يعني حق عليه العذاب. * من حيث اللغة هناك فرق بين سبق عليه وسبق له؟ ﴿له كأنها للتمليك ، و﴿عليه حلّ عليه. حروف الجر لها معاني متعددة ومختلفة. لما سألت عن ﴿أهلك التعبير لا يحتمل، لأنه لو قرأنا الآية ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ يعني أهلك إلا هؤلاء ومن آمن؟ كيف تعطف من آمن على ﴿مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ؟! هؤلاء عكس المؤمنين فلا يصح لا يمكن. أهلك إلا من سبق يعني صنفان: أحدهما سبق عليه القول آخر، أهلك إلا من سبق عليه القول هما صنفان يعني المؤمن صنف ومن سبق عليه القول آخر، أهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن، صنفان يعني صنف من آمن وصنف سبق عليه القول، هل هم مؤمنين أو غير مؤمنين؟ * الفهم السليم لها إحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك أهل بيتك إلا من سبق عليه القول يعني هناك من أهله من لن يركب معه؟ ولذلك في المؤمنون قال ﴿فَإِذَاجَاء أَمْرُنَا وَفَارَالتَّنُّورُفَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ﴿27. * هو يقصد أهل بيته ربما ابنه ينضوي تحت هذه ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ممكن؟ ممكن. * ما الفرق بين اسلك واحمل في الآيات ﴿فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴿27 المؤمنين ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴿40 هود؟ ﴿د.فاضل السامرائى اسلك معناها أدخِل ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴿32 القصص ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42 المدثر أما اجمل فمن الحِمل معروف. الدلالة مختلفة ونرى هل طبيعة اسلك في نفس وقت احمل؟ أيها الأسبق أُسلُك أو احمل؟ أُسلك أسبق أولاً يدخل ثم يحمل. الآن ننظر في قصة نوح نفسها متى قال أُسلك؟ ومتى قال احمل؟. آية هود قال فيها احمل ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿38 فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿39 حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿40 الأمر جاء وصنع الفلك. في آية المؤمنون ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿27 هناك صنع الفلك وجاء الأمر. أُسلك قبل الحمل، عندنا حالتان حالة قبلها قبل الفعل وحالة قالها بعد الفعل، مع الأمر احمل وقبل الأمر أُسلك. القدامى قالوا السياق من أهم القرائن الدالّة على المعنى. لما نسمع أُسلُك يجب أن نفهم أن الأمر لم يصدر بعد ولما نسمع إحمل يكون الأمر قد صدر. * ما دلالة ضمير التعظيم في قوله تعالى ﴿ قلنا ﴿ أنزلنا ؟ ﴿د.فاضل السامرائى قال وأنزل تأتي بلفظ الإفراد وبلفظ التعظيم يأتي بـ قلنا وأنزلنا. إذا كان في مقام التعظيم يسنده إلى مقام التعظيم يقول ﴿قلنا وإذا كان في مقام التوحيد يكون في مقام الإفراد، يقول تعالى ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿14طه إذا كان في مقام التوحيد يُفرِد وإذا كان في مقام التعظيم يجمع. وقسم أيضاً يقول أنه إذا كان أمر الله بواسطة المَلَك يلقيه يأتي بضمير الجمع وإذا لم يكن كذلك يُفرِد. على سبيل المثال: ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿91 الأنبياء لأن النافخ تمثل لها بشراً سوياً بواسطة ملك أما عن آدم فقال تعالى ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿72 ص. إذا كان الأمر بواسطة الملك يجمع ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴿40 هود الملك يبلِّغ هذا. هذا أمر عام، لكن هناك أمر آخر نذكره وهو أنه في كل مقام تعظيم لا بد أن يسبقه أو يأتي بعده ما يدل على الإفراد في القرآن كله. لا تجد مكاناً للتعظيم إلا وسبقه أو جاء بعده ما يدل على الإفراد ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿1 هذه تعظيم ثم يقول بعدها ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ رب واحد إفراد ما قال بأمرنا. لو قرأنا في سورة النبأ ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا، وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا، وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ثم قال ﴿جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا ﴿36 بعد كل جمع تعظيم إفراد. ليس هناك في القرآن موطن تعظيم إلا سبقه أو جاء بعده ما يدل على المفرد ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴿1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿2 الكوثر لم يقل فصلِّ لنا. هذا لم يتخلّف في جميع القرآن مطلقاً. إذن عندنا مقام تعظيم ومقام توحيد، يجمع في مقام التعظيم ويفرد في مقام التوحيد ويقال أنه إذا كان بواسطة المَلَك يجمع مع إحتراز أنه ليس هنالك مقام تعظيم إلا وقبله أو بعده إفراد. * استدللنا بما في سورة المؤمنون ﴿وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم وفي آية سورة هود لم ترد منهم. وقد سبق القول عليه بالهلاك والعذاب ؟ المقصود بقوله تعالى ﴿المجيء على تعني العذاب كما في قوله تعالى ﴿ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا اللام تفيد الخير. والأهل هم من المؤمنين من آمن منهم ومن آمن من غير الأهل هم الناجون. *ولماذا قال تعالى في آية هود ﴿احمل ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40} وفي سورة المؤمنون ﴿فاسلك ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ {27}‏ فما المقصود بالسلوك؟ ﴿د.فاضل السامرائى سلك هو النفاذ في الطريق كما قال تعالى ﴿فاسلكي سبل ربك سورة النحل وقد يأتي فيها معنى الدخول ﴿ما سلككم في سقر أما الحمل فيكون بعد السلوك أولاً يدخل السفينة ثم يحمل بعد دخوله. في سورة هود ذكر ما دلّ على الحمل لأن الحمل جاري في السفينة ﴿حمل السفينة للأشخاص وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها وهي تجري بهم بمعنى تحملهم ﴿يا نوح اهبط بسلام إذن سورة هود فيها حمل. بينما في سورة المؤمنون لم يذكر الحمل أو صورة الحمل ﴿وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين. والقول ﴿من سبق عليه القول أعمّ من القول ﴿من سبق عليه القول منهم فسورة هود مبنية على العموم وليس على الخصوص ﴿إلا من سبق عليه القول ومن آمن فلم يذكر تعالى من آمن أي هي أعمّ، وكذلك الآيات ﴿قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ﴿لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ﴿يا أرض ابلعي ماءك ﴿بُعداً للقوم الظالمين ﴿قيل يا نوح اهبط بسلام منا وأمم ممن معك وأمم سنمتّعهم أما في سورة المؤمنون فالسياق في التخصيص فذكر تعالى السلام والبركات في سورة هود وهذا دليل العموم، وفي سورة المؤمنون لم يذكر السلام والبركات وإنما خصص كما في الآية ﴿أنزلني منزلاً مباركاً، ولهذا ذكر ﴿منهم و﴿اسلك في سورة المؤمنون ولم يذكرهما في سورة هود. * كلمة اثنين ترد أحياناً مع زوجين ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴿40هود وأحياناً لا ترد ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿49 الذاريات فما اللمسة البيانية في ورودها وعدم ورودها؟ ﴿د.فاضل السامرائى اثنين معناه ذكر وأنثى ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴿40 هود ذكر وأنثى، ﴿وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴿3 الرعد تأنيث وتذكير، ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴿45 النجم ذكر وأنثى، ﴿فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴿39 القيامة في آية الذاريات قال ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ قال وهذا ليس مقصوداً فيه الذكر والأنثى وإنما عموم المتضادات والمتقابلات مثل البروتون والإلكترون، هذان زوجان. الزوج هو الواحد في الأصل ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴿35 البقرة ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴿90 الأنبياء الزوج هو واحد وتطلق على الذكر والأنثى، الرجل زوج والمرأة زوج وهذه أفصح اللغات أما ﴿زوجة فهذه لغة ضعيفة، لكن اللغة الفصحى هي زوج للذكر والأنثى والاثنان زوجان.

﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ سورة هود ﴿٤٠﴾

المصدر: https://quranpedia.net/note/49212