الإعدادات
قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لهَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرةً وَلَا كبيرَةً إلاَّ أَحْصَاهَا﴾ . إن قلتَ: كيف قال ذلك، مع أن الصغائر تُكفَّر باجتناب الكبائر، لقوله تعالى: " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تنْهَوْن عنه نُكَفِّرْ عنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ "؟! قلتُ: الآيةُ الأولى في حقِّ الكافرين، بدليل قوله " فترى المجرمين " والثانيةُ في حقِّ المؤمنين، لأن اجتناب الكبائر لا يتحقَّق مع الكفر. أو يُقال: الأولى في حقِّ المؤمنين أيضاً، لكن يجوز أن يُكتب الصغائر، ليشاهدها العبد يوم القيامة، ثم يُكفَّرعنه فيعلم قَدْر نعمةِ العفوِ عليه.
﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ سورة الكهف ﴿٤٩﴾