الإعدادات
س : في سورة آل عمران قال تعالى ﴿ جاءهم البينات ﴾ و ليس ﴿ جاءتهم ﴾ أليست البينات مؤنث ؟ ج : القاعدة النحوية : إذا فصل بين الفعل والفاعل بفاصل يجوز دخول تاء التأنيث على الفعل وترك التاء . فيجوز أن نقول ﴿ نجح اليوم طالبة ﴾ و ﴿ نجحت اليوم طالبة ﴾ في القرآن الكريم ﴿ جاءتهم البينات ﴾ و ﴿ جاءهم البينات ﴾ وكل ذلك صحيح من حيث اللغة . - أما من حيث البيان : فالفعل إذا أنث مع الفاعل دل على كثرة الفاعل ﴿ جاءتهم البينات ﴾ وهذا يدل على كثرة البينات التي جاءتهم ، ألا ترى أن السياق في الناس عامة ﴿ كان الناس أمة واحدة ﴾ ومثل ذلك في آية ﴿ تلك الرسل فضلنا﴿253﴾﴾ فهي في الرسل عامة وأممهم فقال فيها ﴿ جاءتهم البينات ﴾ فتأمّل عظمة التعبير ! - أمّا إذا ذكّر الفعل مع الفاعل فهذا يدل على قلة الفاعل ﴿ جاءهم البينات ﴾ وهي وحيدة في القرآن جاءت في سياق قوله ﴿ ولا تكونوا كالذين تفرقوا ﴿105﴾﴾ ولا ريب أنهم أقل من سابقهم . هذا باختصار والله أعلم .
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ سورة آل عمران ﴿١٠٥﴾