الإعدادات
وقد يسأل بعضنا عن وجه إضافة النعمة إليه ﴿أَنْعَمْتَ﴾، وحذف فاعل الغضب ﴿الْمَغْضُوبِ﴾ لم يقل ﴿غضبتَ﴾؟ والجواب عن ذلك -والله تعالى أعلم-: يمكن أن يكون باعتبار أن النعمة هي الخير والفضل، كما أن الغضب من باب الانتقام والعدل، ومعلوم أن الرحمة تغلب الغضب، فأضاف إلى نفسه أكمل الأمرين، وأسبقهما وأقواهما، وهذا جاء على الطريقة المعهودة في القرآن، وهي أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله c، فيُذكر فاعلها منسوبة إليه، ولا يُبنى الفعل معها للمفعول، فإذا جيء بأفعال العدل والجزاء والعقوبة، حُذف الفاعل وبُني الفعل معها للمفعول =أدبًا في الخطاب، وإضافةً إلى الله أشرف قسمي أفعاله فمنه هذه الآية. فإنه ذكر النعمة وأضافها إليه ولم يحذف فاعلها، ولما ذكر الغضب حَذف الفاعل وبَنى الفعل للمفعول، فقال: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ وقال في الإحسان، ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ سورة الفاتحة ﴿٧﴾