مناسبة الآية لما قبلها . ذكر الله تعالى في هذه الآية صفة الطهارة من الحدث الأصغر والحدث الأكبر ، والمناسبة لورود هذه الآية في هذا الموضع ، إن الله تعالى قد ذكر قبلها في آيتين سابقتين سبب الطهارة وهو تناول الطعام الذي يؤدي إلى الحدث الأصغر في قوله تعالى ﴿﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾﴿٤﴾ سورة المائدة. وذكر سبب الحدث الكبر في قوله تعالى ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾﴿٥﴾ سورة المائدة،والمقصود هو الوطء ، فجاءت آية الوضوء في المكان المناسب لها ، مع أن المتبادر للذهن أول مرة، ما الذي جاء بآية الوضوء في وسط سورة المائدة، التي جل مواضيعها عن العقود وعن أهل الكتاب .﴿في المطبوع 5/2959﴾