الإعدادات
مسألة: قوله تعالى: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا﴾ وقال: ﴿أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. وقال في المائدة: ما وجدنا عليه آباءنا﴾ وقال: ﴿لا يعلمون﴾ ؟ جوابه: ما ﴿ألفينا﴾ و ﴿وجدنا﴾ " فمعناهما واحد واختلاف لفظهما للتفنن فى الفصاحة والإعجاز وأما: ﴿يعقلون﴾ هنا، فلأن سياقه فى اتخاذهم الأصنام والأنداد وعبادتها من دون الله ومحبتها والعقل الصحيح يأبى ذلك عند نظره وأما: ﴿يعلمون﴾ فجاء في سياق التحريم والتحليل بعد ما افتتح الكلام بقوله تعالى: ﴿لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم، وفى اتخاذ البحيرة والسائبة والوصيلة و الحامي ﴾ . والتحليل والتحريم من باب العلم والنقل. وأيضا: فلما ختم الآية قبله في المائدة بقوله تعالى: ﴿و أكثرهم لا يعقلون﴾ ختم هذه الآية ب ﴿يعلمون﴾ وكان الجمع بين نفى العقل والعلم عنهم أبلغ.
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ سورة البقرة ﴿١٧٠﴾