الإعدادات
مسألة: قوله تعالى: ﴿فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا﴾ . وقال بعده: ﴿ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا﴾ . فالآية الأولى: بالفاء، وتكرار ﴿ولا﴾ وباللام في ﴿يعذبهم﴾ وبلفظ ﴿الحياة﴾ . والآية الثانية: بالواو، وسقوط ﴿لا﴾ ، و ﴿أن﴾ موضع اللام. جوابه: أن الآية الأولى: ظاهرة في قوم أحياء، والثانية: في قوم أموات. وأما الفاء في الأولى: فلأن ما قبلها أفعالا مضارعة يتضمن معنى الشروط كأنه قيل: إن اتصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة، وكراهية النفقات فلا تعجبك أموالهم، الآية. والآية الثانية تقدمها أفعال ماضية، وبعد موتهم، فلا تصلح للشرط فناسب مجيئها بالواو. وأما قوله تعالى: ﴿ولا أولادهم﴾ فلما تقدم من التوكيد في قوله: ﴿إلا وهم﴾ ، وفى قوله تعالى: - ﴿ولا يأتون﴾ إلى ﴿ولا ينفقون إلا﴾ ، فناسب التوكيد في قوله تعالى: ﴿ولا أولادهم﴾ بخلاف الآية الثانية. وأما ﴿اللام﴾ في الأولى، و ﴿أن﴾ في الثانية فلأن مفعول الإرادة في الأول محذوف، واللام للتعليل تقديره: إنما يريد الله ما هم فيه من الأموال والأولاد لأجل تعذيبهم في حياتهم بما يصيبهم من فقد ذلك، ولذلك قال: ﴿وتزهق أنفسهم وهم كافرون ﴿55﴾ ومفعول الإرادة في الآية الثانية " أن يعذبهم " لأن الأعمال المتقدمة عليه ماضية ولا تصلح للشرط ولذلك قال: ﴿وماتوا وهم فاسقون﴾ وأما: ﴿الدنيا﴾ في الثانية فلأنها صفة للحياة فاكتفى بذكر الموصوف أولا عن إعادته ثانيا.
﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ سورة التوبة ﴿٥٥﴾