صفحات الموقع
مسألة: قوله تعالى: ﴿وطبع على قلوبهم وقال بعده: ﴿وطبع الله على قلوبهم ؟ جوابه: أن الأولى صدرت بما لم يسم فاعله في قوله تعالى: ﴿وإذا أنزلت سورة أن آمنوا مع العلم بالفاعل، فختمت كذلك مناسبة بين صدر الكلام، وختمه. والثانية: جاءت بعد بسط الكلام في عذر المعذورين فناسب البسط في توبيخ مخالفيهم، والتوكيد فيه بتصريح اسم الفاعل، ولذلك صدر الآية ب ﴿إنما الحاصرة للسبيل عليهم، وأما ختم الأولى ب ﴿لا يفقهون ، والثانية ب ﴿لا يعلمون : أما الأولى: فلأنهم لو فهموا ما في جهادهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأجر لما رضوا بالقعود ولا استأذنوا عليه. والثانية: جاءت بعد ذكر الباكين لفوات صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلمهم بما في صحبته من الفوز والمنزلة عند الله تعالى، فلو علم المستأذنون ما علمه الباكون لما رضوا بالقعود، لكنهم لا يعلمون.

﴿ ۞ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ سورة التوبة ﴿٩٣﴾

المصدر: https://quranpedia.net/note/41263