صفحات الموقع
قوله تعالى : " وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿51 " النحل 51 . حيث قال الله سبحانه وتعالي : " إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ " مع أنّ قوله : " إِلَهَيْنِ " دالٌ علي التثنيةِ , فما فائدةُ الوصفِ بقوله : " اثْنَيْنِ " ؟ للعلماء في ذلك أقوالٌ متعدّدةٌ , من أحسنها قولُ أحمدَ بنِ الحسينِ ابنِ الخبّازِ الإربليِّ - رحمه الله - : " إنَّ فائدتهَا توكيدُ النهي عن الإشراكِ باللهِ سبحانه ؛ و ذلك لأنَّ العبرةَ في النهي عن اتخاذ الإلهين إنما هو لمحض كونهما اثنين فقط , ولو وُصِفَ " إِلَهَيْنِ " بغير ذلك من الصفات كقوله : ﴿ لا تتخذوا إلهين عاجزين لأشعرَ بأنَ القادرَيْن يجوزُ أنْ يُتَّخَذا , فمعنى التثنيةِ شاملٌ لجميعِ الصفاتِ , فسبحانَ مَنْ دَقَّتْ حكمتُهُ في كلِّ شيء !!! " [ البرهان فى علوم القرآن : 2 / 433 – 434 ] . وقيل : إنَّه لو قال : " لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ " فقط , دونَ الصفةِ , لأحتملَ النّهي عن الجمع بينهما , فلا مانعَ من اتِّخاذِ كلِّ واحدٍ منهما منفردًا . واحتمل النهيَ عن الاقتصارِ عليهما , فلا مانِعَ من اتّخاذِ آلهةٍ ثلاثةٍ فأكثر , ولنفي هذين الاحتمالين أتي بقوله : " اثْنَيْنِ " ؛ ليتوجّهَ النفيُ إلي التعدّدِ نفسهِ و العددِ .

﴿ ۞ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ سورة النحل ﴿٥١﴾

المصدر: https://quranpedia.net/note/47171