قوله تعالى : " ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ﴿69﴾ " مريم 69 . الشيعة : الفرقة التي شايع بعضها بعضا , وتابعه , ومنهم الأشياع , وهم التبع , قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن لفظ الشيعة : " و غالب ما يستعمل في الذم , ولعله لم يرد إلا كذلك , كهذه الآية , وكقوله : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿159﴾ " الانعام 159 , وقوله : " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ﴿54﴾ " سبأ 54 ؛ وذلك - والله أعلم - لما في لفظ الشيعة من الشياع و الإشاعة التي هي ضد الائتلاف والاجتماع , ولهذا لا يطلق لفظ الشيع إلا على فرق الضلال ؛ لتفرقهم واختلافهم " . انتهى كلام ابن القيم - رحمه الله - . و أقول : إن لفظ الشيعة ليس مخصوصا بالذم , بل هو غالب فيه , لقوله تعالى : " وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴿83﴾ " الصفات 83 . والله اعلم .