الإعدادات
قوله تعالى : " وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿46﴾ " الانبياء 46 . تأمل سياق هذه الآية العظيمة الواردة للتهديد والوعيد والتهويل تجده جاء في أسلوب بديع , حيث ورد الضد فيها عكسه ؛ فالكافرون يدعون بالويل والثبور , ويبادرون بالاعتراف بظلمهم أنفسهم ؛ بسبب احتمال غير مؤكد لأقلّ القليل من عذاب , عبر عنه بــ : 1 . ﴿ إن ﴾ التي تدل على الشك و الاحتمال , لا على اليقين و القطع والثبوت . 2 . ﴿ المس ﴾ وهو الإصابة الخفيفة . 3 . ﴿ النفخة ﴾ وهي القليل من الشيء . 4 . " مِنْ " الدالة على التبعيض . 5 . ﴿ العذاب ﴾ الذي هو أخف من النكال . 6 . " رَبِّكَ " الذي يدل على الشفقة . إن من سيكون هذا واقعه عند أول نفخة تمسه من بعض عذاب رب رحيم كيف سيصبر على أنكال لدي الجبار , وجحيم يقيم أبدا في الدرك الأسفل منها ؟ , إنه لحريّ به أن يبادر إلى ما ينجيه منه .
﴿ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ سورة الأنبياء ﴿٤٦﴾