صفحات الموقع
تسجيل دخول
إنشاء حساب
الرئيسية
القرآن الكريم
غريب القرآن
تفاسير القرآن الكريم
أجزاء القرآن الكريم
إعراب القرآن الكريم
مصاحف مصورة
الترجمات
ترجمات معاني القرآن الكريم
English
Chinese
Spanish
Portuguese
Russian
Japanese
French
German
Italian
Hindi
Korean
Indonesian
Bengali
Albanian
Bosnian
Dutch
Malayalam
Romanian
المزيد...
الإعدادات
إخفاء الهيدر
إخفاء الفوتر
الوضع الليلي
حجم الخط
الوقفات التدبرية
وقفات مع سور وآيات - الصفحة 100
ما من امة حملت هذا القرآن بحقه , وأقامت حدوده , وأحكامه إلا نالت المجد والعزة , وتمام السؤدد والرفعة .
أين المفر وأين المهرب , وقد أحاط الله بعباده إحاطة إحداق من كل مكان ؟ فهلا فررنا إلي الله بالتوبة وحسن الرجوع إليه !
ما من أحد مهما بلغ من القوة والسطوة قادر علي أن يفعل ما يريد , إلا الله وحده , فادعه وانت موقن بإجابته , ولا تستعظم شيئا بجنابه .
قد يغفر الرجل لمن أساء إليه ولا يحبه . أما الرب سبحانه فإنه يغفر لعبده المسئ إذا تاب إليه ويحبه ؛
﴿
إن اللله يحب التوابين
﴾
جعلنا الله منهم .
خير ترياق لشفاء جراح المظلومين , وتخفيف عذاب المكلومين , يقينهم أن تدبير الأمور بيد الله الذي يبدئ الخلق ثم يعيده , لا شريك له .
مهما اشتد بأس الظالمين , وعظم بطش المجرمين , فإن بطش ربك أعظم ,
﴿
وإن أخذه أليم شديد
﴾
.
الانتصار الحقيقي هو انتصار المبادئ والقيم , وهاهم أولاء أصحاب الأخدود قد انتصروا علي قاتليهم مع أنهم قضوا حرقا .
ليس في القرآن كله وصف للفوز بالكبير إلا لأصحاب الأخدود ؛ لعظم منزلتهم .
الفوز الكبير ليس في انتصار دنيوي , ولا غلبة عاجلة , ولكنه في فوز الآخرة , فهنيئا لشهداء الأخدود .
قال الحسن :
﴿
انظروا إلي هذا الكرم والجود , يقتلون أولياءه , ويفتنونهم , وهو يدعوهم إلي التوبة والمغفرة . فلا ييئس العبد من مغفرته وعفوه
﴾
.
في أزمنة العذاب والفتنة , من أعظم ما يقوي اليقين , ويثبت جنان المؤمن الرصين إيمان العبد بأن من بيده ملكوت السماوات والأرض عالم وشهيد .
من سنن الله في خلقه , ألا يخلو زمان من طغاة مجرمين , وعتاة متجبرين ؛ امتحانا لصبر المؤمنين , وليقينهم بصدق وعد رب العالمين .
تعذيب الأبرياء جريمة عظيمة , فكيف بمن يبتهج بمرأي المعذبين ويسعد لآلامهم , إنها جريمة مضاعفة شنيعة , لا تستسيغها فطرة سوية .
إن الله يعلم هول ما قاسيتم أيها المؤمنون , ولن يَتِرَكُم عملكم وجهادكم , وسيكافئكم علي صبركم وثباتكم , فلا تهنوا وتحزنوا .
القتل علي الحقيقة ليس لمن أحرق في الأخدود ؛ فإن استشهادهم حياة وخلود , ولكنه للجناة المستكبرين , الذين لعنوا وطردوا من رحمة الله العظيم .
ما من جريمة تقترف في الأرض إلا هي مشهودة محضورة , فويل لكل مجرم عات يغفل عن أعظم رقيب شاهد ,
﴿
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
﴾
.
هي بشري تهكم واستهزاء بمن جلب لنفسه السخرية بسوء عمله , وإن من التهكم لما هو أشد لذعا وإيلاما من كل عذاب !
حياتك أيها الإنسان رحلة تنتقل فيها من طور إلي طور , فما أحسن أن تتزود لها ؛
﴿
وتزودا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب
﴾
.
كلما فترت عن الطاعات همتك , وإلي المعاصي دعتك نفسك , فذكرها بالآخرة , وبأنها إلي ربها راجعة , فذاك أعظم ما يوقظ القلوب .
أشد حالات اليأس والخيبة والقنوط حين يدعو المرء علي نفسه بالمزيد من الويل والهلاك , وهو يتمرغ في حمأة الهلاك , نعوذ بالله من حال اهل النار !
لما جعلوا كتاب الله وراء ظهورهم في الدنيا , معرضين عن هديه , متعامين عن نوره , تسلموا كتب أعمالهم من وراء ظهورهم في الآخرة , جزاء وفاقا .
الكتاب الذي ينبغي أن تنشغل بع العمر كله , وتسطر فيه ما يبيض وجهك عند ربك , هو كتاب عملك و فاحرص عليه تفز .
من أيقن أنه لا بد أن يعرض علي الملك أفرغ جهده في العمل بما يحمده عليه عند لقائه .
كما تدين تدان , فمن سخر من الصالحين في الدنيا وترفع عليهم , أنزل في منازل الضعة والصغار , يسخر منه المؤمنون , ويضحك الصالحون !
سنة الله في كل دعوة وحركة إصلاح : أن تبتلي بمن يحاربها ويفتري عليها , ومن يحاصرها يالسخرية والغمز , فالصبر الصبر أيها الدعاة .
كما مزج الأبرار الطاعات بالمبرات , مزج الله لهم شرابهم بأطيب الأصناف وأشرفها , ولمثل هذا فليعمل العاملون .
شتان ما بين المتنافسين لجمع حطام الدنيا ولو بالتطفيف , والمتنافسين لنعيم الآخرة ولو ببذل أموالهم وأنفسهم .
اجتنبوا الخمرة في الدنيا , فسقاهم ربهم ألذها وأهناها في جنة عدن ؛ كفاء طاعتهم , وجزاء امتثالهم .
إنه إعلان علي رؤوس الأشهاد من خواص الصالحين , أشبه بإعلان أسماء الناجحين النابغين ؛ زيادة في تكريم المحسنين المتقين .
قال الحسن البصري :
﴿
هو الذنب علي الذنب , حتي يعمي القلب فيموت
﴾
. فإياك والتهاون بصغار الذنوب , فإنها تجتمع علي العبد حتي تهلكه .
»
1
2
...
95
96
97
98
99
100
(current)
101
102
103
104
105
...
1309
1310
«